«مو سارة».. حكاية محمد صلاح الكرة النسائية

سارة عصام
لم تكن تتوقع، وهي تدخل نادي وادي دجلة لأول مرة، أن سنوات فقط تفصلها عن الاحتراف بالدوري الإنجليزي، لتصبح رفيقة اللاعب المصري محمد صلاح، انتقلا لبريطانيا في الشهر نفسه، هو القادم من روما (النادي والعاصمة)، وهي القادمة من القاهرة لتصنع مجدًا جديدًا يرفع العلم المصري في بلاد الضباب.
حين تألَّقت، تحوّل اسم شهرتها إلى «مو سارة» على غرار أغنية الفرعون المصري «مو صلاح»، الذي انتقل من نادٍ إلى آخر في صفقة بملايين اليوروات، بينما تجازف سارة بكل ما تملك لتسافر إلى بريطانيا - على نفقتها الخاصة - وتبحث عن نادٍ تلعب بقميصه دون وكيل أعمال، أو أصدقاء، أو فرصة لقيطة تساعدها على البقاء.
على أمل أن تحرز هدف حياتها، تطارد سارة حلمها الذي هجرت لأجله كل شيء: الأهل والأصحاب ونجومية الدوري المصري للكرة النسائية: «حتى لو كنت هدَّافة كل سنة في مصر، لن يرضيني»، وكي تستمر في كرة القدم، حقَّقت لأهلها ما يريدون مقدمًا، طبقًا لصفقة عقدتها معهم حين اعترضوا على احترافها كرة القدم النسائية «سيئة السمعة» كما يقولون: «وعدتهم بالتفوق في الهندسة، كما أتفوق في الكرة».
«الباشمهندسة» هو الوجه الآخر لسارة؛ تخوض، يوميًا، حربًا لا أحد يعلم عنها شيئًا في بريطانيا كي تتخرج في كلية الهندسة بجامعة «ديربي» لأنها تسكن في مدينة، وتلعب في أخرى، وتدرس بمدينة ثالثة: «أنتهي من محاضراتي بالجامعة، أسافر في القطار لحضور التمرين وأذاكر في الطريق، أعود إلى البيت في الحادية عشرة مساءً، وأنام للخامسة صباحًا، وأعيد هذه الدورة كل يوم».
لم تفقدْ يومًا إيمانها بالفوز، منذ التمرين الأول لها في أكاديمية وادي دجلة، حين كان عمرها 14 عامًا، لعبت للأكاديمية ثم وقعت عقدًا لتمثيل النادي، وصعدت للفريق الأول، قبل ترتدي قميص المنتخب المصري «تحت 17 عام» لتمثل الفراعنة في 22 مباراة دولية، وتقوده للصعود لكأس الأمم الإفريقية (2016).
ترفض عرضي «ساندرلاند» و«برمينجهام سيتي»، وتوقع عقدها مع فريق «ستوك سيتي» الإنجليزي، ولا يجول بخيالها أنها ستحقق أرقامًا قياسية يشهدها التاريخ للمرة الأولى، فهي أول لاعبة عربية محترفة في العالم، وأصغر لاعبة تفوز بالحذاء الذهبي ولقب هدّافة الدوري الإنجليزي للسيدات لعامين متتاليين (2018 و2019)، وجائزة المرأة العربية في لندن عن إنجازها الرياضيّ، فمنحتها جامعة «ديربي» منحة لدراسة الهندسة لأول مرة في تاريخها.
«عندكم كرة نسائية في مصر؟» السؤال الأكثر انتشارًا في أحاديثها العامة والجانبية، وتجيب عنه في كل مناسبة، قائلة: «لدينا، لسنا محترفين بما يكفي، لكني أحاول تسهيل الأمور والإجراءات على البنات لممارسة اللعبة في الداخل، والاحتراف في الخارج».. إجابات سريعة تجعل ظهورها على شاشة هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» لاختيار أفضل لاعب في أفريقيا (2018)، وتحليل كأس الأمم الإفريقية (2019)، «رسالة تشجيع» إلى لاعبات الكرة المصريات الهواة والمحترفات بتوقيع «طفلة وادي الدجلة» التي أصبحت حديث العالم، لتنفخ فيهنّ من طموحها الذي لا يعرف حدودًا، وتمنحهنّ أملًا في تغيير الواقع.
الوحدة، والجمع بين الهندسة والكرة، والسفر اليوميّ، وبرودة لندن.. تجارب قاسية وجدت الفتاة المصرية، القادمة من البلاد الدافئة، نفسها في مواجهتها بمفردها، لكن جمهور «ستوك سيتي» كان يعرف معاناة هدَّافته، ويشجعها أكثر من زميلاتها في الفريق، حتى أن طفلة بريطانية تلعب بأكاديمية «ستوك سيتي» رسمت «سارة» تعبيرًا عن الامتنان والمحبة، ليفاجئها النادي الإنجليزي بنشر الرسمة على صفحته الرسمية، وكأنه يقول: لدينا لاعبة مصرية، ونحن فخورون بها.
لا يخفي الاحتفاء الرسميّ جانبًا عنصريًا في المعاملة «خارج ستوك سيتي»، فالحياة ليست عادلة، والمساواة نادرًا ما تتحقق، والعنصرية تطارد الجميع، لكن اللاعبة التي أطلقت عليها صحف بريطانيا لقب «الملكة المصرية» ترد في الملعب فقط.. لا تتكلم بلغة الشكاوى والبكاء، إنما بلغة الأهداف والتسديدات وتسجيل الكرات الصعبة.
الهدف الأصعب، الذي تحاول تسجيله الآن، هو قيادة منتخب مصر للكرة النسائية، تسمع الرئيس يدعو لدعمه والاهتمام به في أحد مؤتمرات الشباب، وتقول: «عندنا رئيس يهتم بالمرأة في كل المجالات، حتى الكرة». في اليوم الذي أيقنت فيه أن الرئيس يدعم كرة القدم النسائية، أخذت استعداداتها أشكالًا مختلفة، وكأنها على يقين من تحقيق الهدف، إلى جانب أمنية أخرى: «أتمنى ألعب في دوري أبطال أوروبا، وأمثل منتخب بلدي من جديد، ولمَّا أعتزل، أركّز في الهندسة، وأساعد مصر في مجال البنية التحتية».
حين تألَّقت، تحوّل اسم شهرتها إلى «مو سارة» على غرار أغنية الفرعون المصري «مو صلاح»، الذي انتقل من نادٍ إلى آخر في صفقة بملايين اليوروات، بينما تجازف سارة بكل ما تملك لتسافر إلى بريطانيا - على نفقتها الخاصة - وتبحث عن نادٍ تلعب بقميصه دون وكيل أعمال، أو أصدقاء، أو فرصة لقيطة تساعدها على البقاء.
على أمل أن تحرز هدف حياتها، تطارد سارة حلمها الذي هجرت لأجله كل شيء: الأهل والأصحاب ونجومية الدوري المصري للكرة النسائية: «حتى لو كنت هدَّافة كل سنة في مصر، لن يرضيني»، وكي تستمر في كرة القدم، حقَّقت لأهلها ما يريدون مقدمًا، طبقًا لصفقة عقدتها معهم حين اعترضوا على احترافها كرة القدم النسائية «سيئة السمعة» كما يقولون: «وعدتهم بالتفوق في الهندسة، كما أتفوق في الكرة».
«الباشمهندسة» هو الوجه الآخر لسارة؛ تخوض، يوميًا، حربًا لا أحد يعلم عنها شيئًا في بريطانيا كي تتخرج في كلية الهندسة بجامعة «ديربي» لأنها تسكن في مدينة، وتلعب في أخرى، وتدرس بمدينة ثالثة: «أنتهي من محاضراتي بالجامعة، أسافر في القطار لحضور التمرين وأذاكر في الطريق، أعود إلى البيت في الحادية عشرة مساءً، وأنام للخامسة صباحًا، وأعيد هذه الدورة كل يوم».
لم تفقدْ يومًا إيمانها بالفوز، منذ التمرين الأول لها في أكاديمية وادي دجلة، حين كان عمرها 14 عامًا، لعبت للأكاديمية ثم وقعت عقدًا لتمثيل النادي، وصعدت للفريق الأول، قبل ترتدي قميص المنتخب المصري «تحت 17 عام» لتمثل الفراعنة في 22 مباراة دولية، وتقوده للصعود لكأس الأمم الإفريقية (2016).
ترفض عرضي «ساندرلاند» و«برمينجهام سيتي»، وتوقع عقدها مع فريق «ستوك سيتي» الإنجليزي، ولا يجول بخيالها أنها ستحقق أرقامًا قياسية يشهدها التاريخ للمرة الأولى، فهي أول لاعبة عربية محترفة في العالم، وأصغر لاعبة تفوز بالحذاء الذهبي ولقب هدّافة الدوري الإنجليزي للسيدات لعامين متتاليين (2018 و2019)، وجائزة المرأة العربية في لندن عن إنجازها الرياضيّ، فمنحتها جامعة «ديربي» منحة لدراسة الهندسة لأول مرة في تاريخها.
تسمع دائمًا اسمها يتردد برفقة «صلاح» و«تريزيجيه»، المحترفين المصريين في الدوري الإنجليزي، وتحاول المساعدة في صناعة «نجوم جدد» من أصول مصرية في الدوريات الأوروبية، فكانت تنسّق لمدربي «ستوك سيتي» جولة تدريبية في القاهرة لاكتشاف «صلاح وسارة القادمين» لولا الإغلاق العام بسبب فيروس كورونا، وتعتبر مهمتها الأساسية هي إنقاذ الكرة النسائية في مصر: «أهم شيء التوعية، وتحديدًا في المحافظات البعيدة».

الوحدة، والجمع بين الهندسة والكرة، والسفر اليوميّ، وبرودة لندن.. تجارب قاسية وجدت الفتاة المصرية، القادمة من البلاد الدافئة، نفسها في مواجهتها بمفردها، لكن جمهور «ستوك سيتي» كان يعرف معاناة هدَّافته، ويشجعها أكثر من زميلاتها في الفريق، حتى أن طفلة بريطانية تلعب بأكاديمية «ستوك سيتي» رسمت «سارة» تعبيرًا عن الامتنان والمحبة، ليفاجئها النادي الإنجليزي بنشر الرسمة على صفحته الرسمية، وكأنه يقول: لدينا لاعبة مصرية، ونحن فخورون بها.
لا يخفي الاحتفاء الرسميّ جانبًا عنصريًا في المعاملة «خارج ستوك سيتي»، فالحياة ليست عادلة، والمساواة نادرًا ما تتحقق، والعنصرية تطارد الجميع، لكن اللاعبة التي أطلقت عليها صحف بريطانيا لقب «الملكة المصرية» ترد في الملعب فقط.. لا تتكلم بلغة الشكاوى والبكاء، إنما بلغة الأهداف والتسديدات وتسجيل الكرات الصعبة.
الهدف الأصعب، الذي تحاول تسجيله الآن، هو قيادة منتخب مصر للكرة النسائية، تسمع الرئيس يدعو لدعمه والاهتمام به في أحد مؤتمرات الشباب، وتقول: «عندنا رئيس يهتم بالمرأة في كل المجالات، حتى الكرة». في اليوم الذي أيقنت فيه أن الرئيس يدعم كرة القدم النسائية، أخذت استعداداتها أشكالًا مختلفة، وكأنها على يقين من تحقيق الهدف، إلى جانب أمنية أخرى: «أتمنى ألعب في دوري أبطال أوروبا، وأمثل منتخب بلدي من جديد، ولمَّا أعتزل، أركّز في الهندسة، وأساعد مصر في مجال البنية التحتية».
[email protected]