مارفن إسحاق.. فرعون مصري في برلمان «إيشبورن»

مارفن إسحاق
بدأت رحلته مع السياسية بخطاب ألقاه في المدرسة، كان دبلوماسيًا وحيَّا المدير - الذي أصبح عمدة المدينة في ذلك اليوم - ثم قيَّم أداءه ودوره، وشرح للناس ما يريده منه مستقبلًا، فانهالت عليه عروض الأحزاب للانضمام لها وخوض الانتخابات تحت رايتها، وكان أولها حزب مدير المدرسة، رغم عمره الذي لا يتجاوز 19 عامًا دفعت به إلى الأمام حتى فاز بالانتخابات البرلمانية في ألمانيا على مستوى الولايات، ليصبح نائبًا في برلمان ولاية «إيشبورن».
مارفن إسحاق مصري الأصل، كان يتولى رئاسة اتحاد طلاب مدرسته. انتخبه طلاب المدرسة التي ينتمي لها ممثلًا عنهم، فملأ حياتهم سعادة ومرحًا بعيدًا عن الأجواء الدراسية، ضاعف الأنشطة التي تنمي الخيال والروح الإبداعية وتفجر طاقات الشباب، وأسس لطلاب الصفوف الأولى بطولة لكرة القدم، وأصبح وجهًا سياسيًا يؤمن بمقولة «أخذ الحق صنعة»، يفاوض إدارة مدرسته لزيادة مكتسبات الطلاب حتى يصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف.
حين أصبح مدير المدرسة عمدة المدينة، عرض عضو بحزبه على مارفن أن يكون ضمن فريقه، ويترشح للانتخابات البرلمانية عن الحزب، لكن مارفن لم يمنحه قرارًا نهائيًا. قضى وقتًا طويلًا يفاضل بين الأحزاب المتاحة وأفكارها واتجاهاتها، ويختار ما يناسبه منها، أغلبها يتَّجه يمينًا بعنف أو يميل لليسار بقوة، بينما يريد مارفن ألا يستسلم لتيارات التعصب والمصالح السياسية، وأن يبقى في المنتصف حتى لا ينحرف عن تقديم خدمات للناس، فانضم لـ«المنتخبين الأحرار»، الحزب الأكثر شبابًا وحيوية واهتمامًا بحياة الشعب.
«سياسة من الشباب للشباب» كان شعار حملته الانتخابية، التي بدأت تزامنًا مع تفشي فيروس كورونا، لكن الشباب الألماني، الذي لا يهتم بالسياسة كثيرًا، لم يتركه وحده. أعجبهم برنامجه وجذبتهم خططه للمستقبل، فشعروا أنه واحد منهم، يريد أن يحقق لهم أحلامهم. تزاحموا أمام اللجان الانتخابية ليمنحوه أصواتهم ويدعموه حتى أعلنت هيئة الانتخابات فوزه بمقعد في برلمان مدينة «إيشبورن» بـ«659» صوتًا.
يدرس مارفن الهندسة الصناعية، يبدأ يومه في الثامنة صباحًا، يذاكر حتى الرابعة مساءً، قبل أن يتفرَّغ للقاء اليومي مع عمدة المدينة وعدة اجتماعات وأنشطة خدمية، ولأنّ المذاكرة في المنزل كانت شيئًا مؤرقًا له، خلال فترة تفشي كورونا، وضع بناء مركز دراسي شبابي في مقدمة برنامجه الانتخابي. حصلت الفكرة على أغلبية أصوات البرلمان، وبعض الموافقات الحكومية، والآن، تتم دراسة بناء المركز استعدادًا للتنفيذ.
ولا يكتفي مارفن بتنفيذ المركز.. فكرة أخرى تحتل جدول أعماله يوميًا، وهي إشراك الشباب الألماني في السياسة، يدعوهم لاجتماعات، ويطلب مقترحاتهم، ويقيم أنشطة ليدفعهم للعمل «على الأرض» حتى يصنعوا التغيير الذي يريدونه لأنفسهم.. كأنه شاب مصري ينعش مستقبل ألمانيا.
يتجاوب الشباب الألماني مع مارفن باعتباره «شابًا يمثل الشباب» في البرلمان، الذي كان «للكبار فقط».
ولم يكن الطريق السياسي مفروشًا بالورود أمام مارفن طوال الوقت، فالعنصريون يكرهون أن يدخل شخص من غير العرق الألماني برلمانهم.
يشعر بالتجاهل أحيانًا في الاجتماعات الرسمية، بعض «زملائه» النواب يعتبرونه صغيرًا لا يستحق النظر إلى كلامه، وكلما حدث موقف محرج، كان «يتحدي ويواجه ويسأل ويطوّر نفسه ويراجع حزبه ويعود بأفكار جديدة لخدمة الناس وتطوير المدينة لينال الاحترام والتصفيق في الجلسة التالية».
ذلك التصفيق - في المجلس ومواقع التواصل الاجتماعي - يدفعه للانحياز للشباب أكثر حتى أنه يعمل، الآن، على مشروع لتخفيف الضغط المالي على الطلاب الألمان بمنحهم قروض حتى يدرسوا أفضل ويعملوا أكثر، بدلًا من اضطرارهم للغرق في العمل لسداد مصاريف الدراسة.
بعقلية الفراعنة، يخوض مارفن مغامرات السياسة، الذين سبقوا جميع من عاشوا في زمنهم في الاكتشافات والحروب والمفاوضات والقوانين والدين والاختراعات، وهي الطريقة التي تربّى عليها حين كان طفلًا، فوالداه لم يترددا في تعليمه اللغة العربية، ويتحدثون في المنزل بالعامية المصرية، حتى أصبحت عاشقًا لمصر، ويقول دائمًا: «أحب زيارتها مع أسرتي، فوالدي من شبرا ووالدتي من عين شمس وأعشق الغردقة وشرم الشيخ، ويعجبني الشعب المصري لأنه على طبيعته والحياة بسيطة للغاية، على عكس الحياة العملية في ألمانيا».
يحلم «مارفن» بالنجاح في البرلمان والوقوف في ظهر بلده الأصلي باستخدام موقعه في السياسة الألمانية في المستقبل، كما كان يدعمها - طوال حياته - بالتصفق أمام القنصلية المصرية في ألمانيا حين تحقق مصر إنجازًا كافتتاح قناة السويس الجديدة، أو الوقوف دقيقة حدادًا برفقة والده حين تتعرض لعمل إرهابي.
مارفن إسحاق مصري الأصل، كان يتولى رئاسة اتحاد طلاب مدرسته. انتخبه طلاب المدرسة التي ينتمي لها ممثلًا عنهم، فملأ حياتهم سعادة ومرحًا بعيدًا عن الأجواء الدراسية، ضاعف الأنشطة التي تنمي الخيال والروح الإبداعية وتفجر طاقات الشباب، وأسس لطلاب الصفوف الأولى بطولة لكرة القدم، وأصبح وجهًا سياسيًا يؤمن بمقولة «أخذ الحق صنعة»، يفاوض إدارة مدرسته لزيادة مكتسبات الطلاب حتى يصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف.
حين أصبح مدير المدرسة عمدة المدينة، عرض عضو بحزبه على مارفن أن يكون ضمن فريقه، ويترشح للانتخابات البرلمانية عن الحزب، لكن مارفن لم يمنحه قرارًا نهائيًا. قضى وقتًا طويلًا يفاضل بين الأحزاب المتاحة وأفكارها واتجاهاتها، ويختار ما يناسبه منها، أغلبها يتَّجه يمينًا بعنف أو يميل لليسار بقوة، بينما يريد مارفن ألا يستسلم لتيارات التعصب والمصالح السياسية، وأن يبقى في المنتصف حتى لا ينحرف عن تقديم خدمات للناس، فانضم لـ«المنتخبين الأحرار»، الحزب الأكثر شبابًا وحيوية واهتمامًا بحياة الشعب.
«سياسة من الشباب للشباب» كان شعار حملته الانتخابية، التي بدأت تزامنًا مع تفشي فيروس كورونا، لكن الشباب الألماني، الذي لا يهتم بالسياسة كثيرًا، لم يتركه وحده. أعجبهم برنامجه وجذبتهم خططه للمستقبل، فشعروا أنه واحد منهم، يريد أن يحقق لهم أحلامهم. تزاحموا أمام اللجان الانتخابية ليمنحوه أصواتهم ويدعموه حتى أعلنت هيئة الانتخابات فوزه بمقعد في برلمان مدينة «إيشبورن» بـ«659» صوتًا.
يدرس مارفن الهندسة الصناعية، يبدأ يومه في الثامنة صباحًا، يذاكر حتى الرابعة مساءً، قبل أن يتفرَّغ للقاء اليومي مع عمدة المدينة وعدة اجتماعات وأنشطة خدمية، ولأنّ المذاكرة في المنزل كانت شيئًا مؤرقًا له، خلال فترة تفشي كورونا، وضع بناء مركز دراسي شبابي في مقدمة برنامجه الانتخابي. حصلت الفكرة على أغلبية أصوات البرلمان، وبعض الموافقات الحكومية، والآن، تتم دراسة بناء المركز استعدادًا للتنفيذ.
ولا يكتفي مارفن بتنفيذ المركز.. فكرة أخرى تحتل جدول أعماله يوميًا، وهي إشراك الشباب الألماني في السياسة، يدعوهم لاجتماعات، ويطلب مقترحاتهم، ويقيم أنشطة ليدفعهم للعمل «على الأرض» حتى يصنعوا التغيير الذي يريدونه لأنفسهم.. كأنه شاب مصري ينعش مستقبل ألمانيا.
يتجاوب الشباب الألماني مع مارفن باعتباره «شابًا يمثل الشباب» في البرلمان، الذي كان «للكبار فقط».
ولم يكن الطريق السياسي مفروشًا بالورود أمام مارفن طوال الوقت، فالعنصريون يكرهون أن يدخل شخص من غير العرق الألماني برلمانهم.
يشعر بالتجاهل أحيانًا في الاجتماعات الرسمية، بعض «زملائه» النواب يعتبرونه صغيرًا لا يستحق النظر إلى كلامه، وكلما حدث موقف محرج، كان «يتحدي ويواجه ويسأل ويطوّر نفسه ويراجع حزبه ويعود بأفكار جديدة لخدمة الناس وتطوير المدينة لينال الاحترام والتصفيق في الجلسة التالية».
ذلك التصفيق - في المجلس ومواقع التواصل الاجتماعي - يدفعه للانحياز للشباب أكثر حتى أنه يعمل، الآن، على مشروع لتخفيف الضغط المالي على الطلاب الألمان بمنحهم قروض حتى يدرسوا أفضل ويعملوا أكثر، بدلًا من اضطرارهم للغرق في العمل لسداد مصاريف الدراسة.
بعقلية الفراعنة، يخوض مارفن مغامرات السياسة، الذين سبقوا جميع من عاشوا في زمنهم في الاكتشافات والحروب والمفاوضات والقوانين والدين والاختراعات، وهي الطريقة التي تربّى عليها حين كان طفلًا، فوالداه لم يترددا في تعليمه اللغة العربية، ويتحدثون في المنزل بالعامية المصرية، حتى أصبحت عاشقًا لمصر، ويقول دائمًا: «أحب زيارتها مع أسرتي، فوالدي من شبرا ووالدتي من عين شمس وأعشق الغردقة وشرم الشيخ، ويعجبني الشعب المصري لأنه على طبيعته والحياة بسيطة للغاية، على عكس الحياة العملية في ألمانيا».
يحلم «مارفن» بالنجاح في البرلمان والوقوف في ظهر بلده الأصلي باستخدام موقعه في السياسة الألمانية في المستقبل، كما كان يدعمها - طوال حياته - بالتصفق أمام القنصلية المصرية في ألمانيا حين تحقق مصر إنجازًا كافتتاح قناة السويس الجديدة، أو الوقوف دقيقة حدادًا برفقة والده حين تتعرض لعمل إرهابي.
[email protected]